يستمر الحمل الكامل ما يقارب الـ 40 اسبوعا، فيما يتم تعريف الولادة المبكرة على انها تشنجات تتسبب بفتح عنق الرحم قبل الاسبوع الـ 37 للحمل.


غالبا ما تكون اسباب الولادة المبكرة غير معروفة، ولكن هذه ليست نهاية القصة، فالتعامل الصحيح مع الجسم اثناء فترة الحمل قد يقلل من مخاطر الولادة المبكرة بشكل ملحوظ.

الولادة المبكرة و التي تسمى أيضا المخاض أو الولادة السابقة لأوانها، هي الحالة عندما يبدأ جسمك بالاستعداد للولادة قبل الأوان الطبيعي أثناء فترة الحمل.
 يتم تسمية المخاض أو الولادة بأنها مبكرة أو سابقة لأوانها إذا بدأ المخاض أو الانقباضات التي تعمل على توسيع عنق الرحم استعدادا للولادة قبل ثلاثة أسابيع أو أكثر من موعد الولادة الطبيعي (الذي يكون حوالي 40 اسبوع)، أي تبدأ اعراض الولادة في الشهر الثامن أو اول اسبوع من الشهر التاسع أو قبل ذلك. المخاض المبكر يمكن أن يؤدي إلى ولادة مبكرة للطفل، و ذلك يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية لدى الجنين و في بعض الاحيان يتطلب الرعاية الطبية المكثفة. إلا أن الخبر السار هو أن الأطباء الآن يمكنهم أن يفعلوا الكثير من الأمور لتأخير الولادة في حال ظهور علامات و اعراض الولادة المبكرة على المرأة الحامل، ذلك لأنه كلما زادت الفترة التي يقضيها طفلك في النمو داخل الرحم إلى حين موعد الولادة الطبيعي، كلما قل احتمال حدوث مشاكل صحية لديه بعد الولادة.

علامات و اعراض الولادة المبكرة

من أجل وقف المخاض المبكر و الولادة المبكرة، يجب أن تكوني على علم و دراية بعلامات و اعراض الولادة المبكرة، حيث أن التصرف السريع و الاستجابة المباشرة لهذه العلامات و الاعراض يمكن يحدث فرقا كبيرا. قومي بمراجعة الطبيب او المستشفى على الفور إذا كان لديك اي من اعراض الولادة المبكرة التالية:

آلام في الظهر، و التي في العادة تكون في أسفل الظهر. قد يكون هذا الالم ثابتا أو قد يأتي و يذهب على نوبات، لكنه لن يخف أو يزول حتى لو قمت بتغيير وضعيتك أو قمت بأخذ قسط من الراحة.

انقباضات في الرحم كل 10 دقائق أو أكثر.

تشنج في أسفل البطن أو ألم شبيه بألم الدورة الشهرية أو ألم الطمث. هذا الالم يمكن أن يكون مشابها أيضا لألم الغازات المصاحبة للإسهال.

نزول سوائل و افرازات مائية من المهبل، سواء كانت قوية أو ضعيفة.

أعراض تشبه اعراض الانفلونزا مثل الغثيان، و التقيؤ، و الإسهال. يجب مراجعة الطبيب هنا حتى في الحالات الخفيفة، و خصوصا إذا كنت غير قادرة على الاحتفاظ بالسوائل لأكثر من 8 ساعات.

زيادة الضغط في الحوض أو المهبل.

زيادة الإفرازات المهبلية أو تغيرها.

نزيف مهبلي، بما في ذلك النزيف الخفيف. ألم أسفل الظهر المستمر يعتبر من اهم اعراض الولادة المبكرة




بالنسبة لبعض النساء، قد تكون هذه الاعراض تشير بقوة إلى المخاض المبكر، و بالنسبة لأخريات قد تكون هذه الاعراض اقل حدة و تحتاج إلى مزيد من الفحوصات. بعض من اعراض الولادة المبكرة هذه يصعب تمييزها عن اعراض الحمل الاعتيادية مثل آلام الظهر. و لكن لا يمكنك التغاضي عنها أو أن تشعري أنك مفرطة في الحذر أثناء الحمل. يجب أن تقومي بعمل فحص لأي من هذه الاعراض و العلامات للتأكد من أنها طبيعية.

عوامل زيادة خطر الولادة المبكرة




هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر حدوث الولادة المبكرة، إلا أنه ليس بالضرورة وجود أي من هذه العوامل حتى تحدث الولادة المبكرة، حيث أن العديد من النساء اللاتي حدث معهن ولادة مبكرة لم يملكن أي من عوامل الخطورة المعروفة. بعض هذه العوامل تشمل:

حدوث مخاض مبكر أو ولادة مبكرة في حمل سابق للمرأة، و بشكل خاص إذا حدث ذلك في حمل حدث مؤخرا أو إذا حدث المخاض المبكر في أكثر من حمل واحد.

التدخين.

زيادة الوزن أو نقص الوزن قبل حدوث الحمل، أو اكتساب وزن زائد عن الحد أو أقل من الحد الطبيعي أثناء الحمل.

عدم الحصول على رعاية طبية جيدة قبل الولادة.

شرب الكحول أو استخدام المخدرات أثناء الحمل.

الاصابة بامراض أو حالات صحية معينة، مثل ارتفاع ضغط الدم، أو تسمم الحمل، أو مرض السكري، أو اضطرابات تخثر الدم، أو الالتهابات و العدوى.

نقص خلايا الدم الحمراء أو الانيميا أثناء الحمل، و خاصة خلال الحمل المبكر.

وجود مشاكل في الرحم أو عنق الرحم أو المشيمة.

و جود كمية كبيرة من السائل المحيط بالجنين (السائل السلوي).

حدوث نزيف مهبلي أثناء الحمل.

أن تكوني حاملا بطفل لديه بعض العيوب الولادية أو الامراض الوراثية.

أن تكوني حاملا بطفل بمساعدة من طرق الاخصاب الصناعي و المساعدة على الانجاب مثل التخصيب في المختبر.

أن تكوني حاملا بتوأم أو عدد أكثر من الأجنة.

حدوث اجهاض اكثر من مرة في السابق.

حدوث أحداث تسبب التوتر أثناء الحمل، مثل وفاة شخص مقرب.

العنف المنزلي أو أي شكل من أشكال الاستغلال أثناء الحمل.

أن يكون لديك أو لدى عائلتك تاريخ في حدوث الولادة المبكرة.

حدوث حمل جديد بعد وقت قصير جدا من ولادة الطفل السابق، في العادة أقل من ستة أشهر. بعض اسباب و عوامل خطر حدوث الولادة المبكرة عند المرأة الحامل




بالإضافة إلى ذلك، قد يعتبر قصر عنق الرحم أو وجود مادة تسمى فبرونيكتين الجنين (Fetal Fibronectin)، و هي مادة تعمل كغراء بين كيس الجنين و بطانة الرحم، في الافرازات المهبلية من عوامل زيادة خطر حدوث الولادة المبكرة. إذا كان لديك أي من عوامل خطر حدوث الولادة المبكرة، قد يقوم الطبيب باستخدام اشعة الالتراساوند لقياس طول عنق الرحم لديك في إحدى مراجعات.




في حين تشير بعض الدراسات إلى أن أمراض اللثة قد تكون مرتبطة مع حدوث الولادة المبكرة، إلا أنه لم يثبت أن علاج أمراض اللثة خلال فترة الحمل يؤدي إلى تقليل خطر حدوث الولادة المبكرة.

كيف يتم فحص وقياس تكرار انقباضات الرحم




إن فحص وجود انقباضات في الرحم يعتبر أمرا أساسيا في الكشف عن المخاض المبكر أو الولادة المبكرة، قومي بعمل الخطوات التالية لتعرفي إذا كان لديك انقباضات في الرحم:

قومي بوضع يديك على بطنك.

إذا كنت تشعرين بالرحم يشتد و يرتخي، فهذا يعتبر انقباضا واحدا.

قومي بحساب الوقت بين الانقباضات في الرحم، أو تكرار الانقباضات، و ذلك بتدوين الوقت الذي يبدأ فيه الانقباض، و تدوين الوقت الذي يبدأ فيه الانقباض التالي.

قومي بمحاولة وقف الانقباضات عن طريق الجلوس و تغيير وضعيتك و الاسترخاء و شرب كوبان أو ثلاثة أكواب من الماء.

قومي بمراجعة أو استدعاء الطبيب أو القابلة إذا كنت لا زلت تشعرين بانقباضات في الرحم كل 10 دقائق أو أقل، أو إذا كانت أي من اعراض الولادة المبكرة تزداد سوءا، أو إذا كنت تشعرين بألم شديد لا يختفي مع مرور الوقت.


صورة توضح فحص وقياس تكرار انقباضات الرحم، في هذا المثال تكرار الانقباضات في الرحم هو خمس دقائق




يجب ملاحظة هنا أن العديد من النساء يشعرن بأعراض كاذبة و غير ضارة مشابهة لاعراض الولادة المبكرة تسمى انقباضات براكستون هيكس. هذه الانقباضات تكون في العادة غير منتظمة، و لا تحدث على فترات متقاربة، و تتوقف عند التحرك أو الراحة. هذه الانقباضات لا تعتبر جزءا من المخاض أو الولادة. إذا كنت غير متأكدة من نوع الانقباضات التي تشعرين بها، قومي بالحصول على المشورة الطبية.

فحوصات الولادة المبكرة إذا كان هناك حاجة إلى المستشفى




إذا اعتقد الطبيب أو القابلة بأنك تمرين في ولادة مبكرة، فإنه سيتم على الأرجح نقلك إلى المستشفى. و بمجرد و صولك إلى المستشفى سوف يقوم الطبيب أو القابلة أو الممرض بعمل الفحوصات الطبية الآتية:

سيتم سؤالك عن تاريخك الطبي، بما في ذلك الأدوية التي كنت تأخذينها أثناء الحمل.

فحص النبض و ضغط الدم و درجة الحرارة.

مراقبة الرحم: قد يتم استخدام اجهزة مراقبة الرحم على البطن لقياس مدة انقباضات الرحم لديك و الوقت الفاصل بينها.

مراقبة الجنين: قد يتم استخدام اجهزة مراقبة ضربات قلب الجنين لتسجيل نبضات قلب الطفل و التحقق من سلامته و صحته.

الفحوصات المخبرية: قد يتم أخذ عينة من الافرازات المهبلية لفحص وجود أي التهابات أو وجود لمادة فبرونيكتين الجنين فيها، مما يساعد على التنبؤ بحدوث الولادة المبكرة.

فحص الحوض: قد يقوم الطبيب بتقييم حالة الاشتداد و الارتخاء للرحم و حجم الطفل و مكانه في الرحم. كما أنه قد يقوم أيضا بفحص الحوض لتحديد ما إذا كان عنق الرحم قد بدأ بالانفتاح؛ إذا كان الماء لم ينزل بعد و كانت المشيمة لا تغطي عنق الرحم (المشيمة المنزاحة).

فحص الالتراساوند: يمكن استخدام فحص الموجات فوق الصوتية (الالتراساوند) لقياس طول عنق الرحم و تحديد حجم الطفل و عمره و وزنه و مكانه في الرحم. قد تحتاجين إلى أن يتم مراقبتك لفترة من الوقت و من ثم عمل فحص موجات فوق صوتية آخر لقياس أي تغييرات في عنق الرحم.

إزالة السائل المحيط بالجنين بعد النضج: إذا كنت في مرحلة لا تقل عن الاسبوع الـ 32 من مراحل الحمل، فإن الطبيب قد يوصي بعمل إجراء يتم فيه إزالة السائل الذي يحيط بالجنين من الرحم و ذلك لتحديد مدى نضج الرئة لدى طفلك. يمكن أيضا استخدام هذه التقنية للكشف عن وجود عدوى أو التهاب في السائل الذي يحيط بالجنين.











إذا كنت تمرين باعراض الولادة المبكرة أو المخاض المبكر فعلا، سوف يقوم الطبيب بشرح فوائد و مخاطر محاولات تأخير أو وقف الولادة لديك. ضعي في اعتبارك أن الولادة المبكرة في بعض الأحيان تتوقف من تلقاء ذاتها دون الحاجة إلى علاج أو تدخل طبي.

طرق علاج الولادة المبكرة




يتمكن الاطباء في كثير من الاحيان من تأخير الولادة إلى موعدها لدى معظم النساء اللاتي يتم تشخيص المخاض أو الولادة المبكرة لديهن. إذا تم تشخيص الولادة المبكرة لديك، فقد تحتاجين إلى تلقي علاجا دوائيا أو جراحيا خاصة في المراحل المبكرة جدا من الولادة المبكرة (قبل الاسبوع ال 37 من الحمل).




بالنسبة لبعض النساء يمكن إجراء عملية جراحية معروفة باسم تطويق عنق الرحم لتساعد على منع أو تأخير الولادة المبكرة. يتم خلال هذه العملية إغلاق عنق الرحم باستخدام خيوط جراحية قوية. في العادة يتم إزالة الغرز عندما يعتبر الطفل قد أتم فترة كاملة في الرحم (بعد الأسبوع ال 37 من مراحل الحمل). قد يتم إزالة الغرز في وقت أبكر إذا لزم الأمر. إن عملية تطويق عنق الرحم يوصى بها إذا كان المخاض المبكر قد بدأ قبل الأسبوع ال 24 من الحمل و كان لديك تاريخ سابق من الولادة المبكرة و كانت الموجات فوق الصوتية تظهر توسع عنق الرحم. و مع ذلك لا ينصح بإجراء عملية تطويق عنق الرحم إذا كنت تمرين في ولادة مبكرة نشطة.




إذا كنت في مرحلة أقل من الاسبوع ال 34 من الحمل و كنت تمرين بولادة مبكرة نشطة، فإن الطبيب قد يوصي بتلقي العلاج داخل المستشفى. بالإضافة إلى ذلك، قد يقوم الاطباء بإعطاءك أدوية لوقف الولادة المبكرة مؤقتا أو لتعزيز نمو و استعداد طفلك للولادة، هذه الأدوية تشمل:

الستيرويدات (Corticosteroids): إذا كنت بين الاسبوع ال 24 و الاسبوع ال 34 من الحمل، فإن الطبيب قد يوصي بإعطاء جرعة من الستيرويدات القوية على شكل بيتاميثازون (Celestone) أو ديكساميثازون لتسريع نضج الرئة عند طفلك. أما بعد الأسبوع 34، فإن رئتا طفلك قد تكون ناضجة بما فيه الكفاية للولادة دون استخدام الستيرويدات.

أدوية وقف المخاض (Tocolytics): قد يقوم الطبيب بإعطاءك دواء من عائلة الأدوية الموقفة للمخاض (Tocolytics) و ذلك لوقف انقباضات الرحم مؤقتا لديك. هذه الأدوية الموقفة للمخاض، و التي يمكن أن تُعطى عن طريق الفم أو على شكل حقن، لن تقوم بإيقاف المخاض أو الولادة قبل الأوان لمدة أطول من يومين إلى سبعة أيام على الأرجح لأنها لا تعالج السبب الكامن وراء الولادة المبكرة أو المخاض قبل الأوان. و مع ذلك، فإنها قد تؤخر الولادة المبكرة لمدة طويلة بما فيه الكفاية حتى تتمكن أدوية الستيرويدات من تقديم أقصى فائدة ممكنة، أو حتى يتم نقلك إلى مستشفى أو منشأة صحية يمكن أن توفر الرعاية المتخصصة للطفل المولود مبكرا. إذا لم يتمكن أحد أنواع هذه الأدوية من وقف المخاض المبكر لديك قد يتم إعطاءك نوع آخر. الأنواع المختلفة لهذه الأدوية يمكن أن تسبب آثار جانبية مختلفة لك و لطفلك. يستطيع الطبيب أن يساعدك على الموازنة بين المخاطر و المنافع لاستخدام هذه الأدوية. و بالإضافة إلى ذلك، لن يقوم الطبيب بالتوصية بهذه الأدوية الموقفة للمخاض إذا كان لديك حالات صحية أو اعراض معينة، مثل وجود مشكلة معينة في المشيمة.




أدوية و طرق علاج الولادة المبكرة الأخرى قد تشمل ما يلي:

اعطاء سوائل عن طريق الوريد.

اعطاء المضادات الحيوية.

الادخال إلى المستشفى.











إذا استمر المخاض لديك و لم يستطع الطبيب أن يوقفه، أو كان هناك حالة صحية أو إحدى المضاعفات أو الإلتهابات التي تجعل الولادة المبكرة خيارا أكثر أمنا بالنسبة للأم أو للطفل، فإن الطبيب و ممرضة التوليد سوف يقومون بالاستعداد لتوليد الطفل.




أما إذا قرر الأطباء بأنه لا يوجد لديك مخاض مبكر، فإنه يمكنك العودة إلى منزلك. و على الرغم من الاعتقاد الشائع، فإن الراحة في الفراش لا يبدو أنها تساعد في منع الولادة المبكرة بل على العكس قد تؤدي إلى مخاطر أخرى خاصة بها.




إذا لم يتم إدخالك إلى المستشفى، قد تحتاجين لجدولة زيارات أسبوعية مع الطبيب أو الطبيبة حتى تتمكن من رصد علامات و اعراض الولادة المبكرة لديك.




و عدا عن أنها تبدأ في وقت مبكر و قبل أوانها، فإن الولادة المبكرة في العادة تشبه عملية الولادة الطبيعية. إذا كانت تقنيات الاسترخاء و التنفس ليست كافية للسيطرة على الألم أثناء الولادة، يمكنك طلب المساعدة من الطبيب الذي قد يوصي بخيارات دوائية أو علاجية أخرى للسيطرة على الألم أثناء الولادة.

ماذا يحدث إذا ولد الطفل مبكرا؟




يولد حوالي واحد من كل 10 أطفال في الولايات المتحدة بصورة مبكرة. معظم هؤلاء الاطفال يتحسنون مع مرور الوقت و كلما اقتربوا من اللحاق بأقرانهم الذين قضوا فترة كاملة في الرحم.




إلا أن هؤلاء الأطفال يملكون عوامل خطر أكثر للإصابة بالامراض و المشاكل الصحية. حيث أن الأطفال الذين ولدوا مبكرا يكون لديهم عادة وزن قليل عند الولادة، و هم ينمون بشكل أبطأ من الأطفال الذين ولدوا بعد فترة كاملة في الرحم. كما أن الاطفال المبكرين لديهم مخاطر أعلى للاصابة ببعض المشاكل الصحية على المدى الطويل، بما في ذلك مرض التوحد و الإعاقات الذهنية و الامراض العصبية مثل الشلل الدماغي و مشاكل و امراض الرئة و الرؤية و فقدان السمع.




و كلما كانت ولادة الطفل مبكرة أكثر، كلما زاد احتمال أن يصاب الطفل بالمشاكل الصحية. الأطفال الذين يولدون بعد سبعة أشهر يحتاجون في العادة إلى إقامة قصيرة في وحدة العناية المركزة بالأطفال حديثي الولادة في المستشفى (NICU). أما الأطفال الذين يولدون في وقت مبكر أكثر من سبعة أشهر فإنهم يواجهون مخاطر أكثر من ذلك. و هم يحتاجون إلى رعاية متخصصة في وحدة العناية المركزة بالأطفال حديثي الولادة.








الوقاية من الولادة المبكرة




قد لا يمكن الوقاية من حدوث الولادة المبكرة أو منعها بصورة تامة، إلا أن هناك الكثير من الأمور التي يمكنك القيام بها لكي تحصلي على حمل صحي و تعزيزي من فرصة قضاء جنينك في الرحم فترة حمل كاملة. من هذه الامور على سبيل المثال:

الحصول على رعاية صحية منتظمة أثناء الحمل: يمكن للمراجعات الطبية المنتظمة أثناء فترة الحمل أن تساعد الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية على مراقبة صحتك و صحة طفلك أثناء الحمل. قومي بذكر أي علامات أو أعراض تشعرين بها لطبيبك أو طبيبتك، حتى لو كانت هذه الاعراض تبدو سخيفة أو غير مهمة. إذا كان لديك تاريخ من الولادة المبكرة أو ظهرت لديك علامات أو اعراض الولادة المبكرة أو المخاض قبل الأوان، فقد تحتاجين لزيارة الطبيب بصورة أكثر تكرارا خلال فترة الحمل من أجل إجراء المزيد من الفحوصات و الاختبارات.

تناول غذاء صحي: خلال فترة الحمل سوف تحتاجين إلى تناول كميات إضافية من حمض الفوليك و الكالسيوم و الحديد و العناصر الغذائية الضرورية الأخرى. إن تناول جرعة يومية من الفيتامينات قبل الولادة – التي يفضل أن يتم البدء بها قبل بضعة أشهر من حدوث الحمل – يمكن أن تساعد في سد أي ثغرات.

الترشيد في زيادة الوزن: يمكن للزيادة المناسبة في الوزن أثناء أن تعمل على دعم و تعزيز صحة طفلك، كما أنها تُسهل من التخلص من الوزن الزائد بعد الولادة. في العادة يوصى بزيادة في الوزن بمقدار 11 إلى 16 كجم بالنسبة للنساء اللاتي يكون لديهن وزن صحي قبل الحمل. إذا كنت بدينة قبل الحمل، فقد تحتاجين إلى الحصول على وزن أقل من ذلك أثناء الحمل. و إذا كنت حاملا بتوأم أو عدد أكثر من الأجنة، فقد تحتاجين إلى اكتساب وزن أكثر من ذلك. قومي باستشارة طبيبك لتحديد ما هو الوزن المناسب بالنسبة لك.

تجنبي استخدام المواد الخطرة: إذا كنت تدخنين، فيجب أن تقومي بالإقلاع عن التدخين. التدخين قد يؤدي الولادة المبكرة أو المخاض قبل الأوان. كما أن الكحول و المخدرات غير المشروعة تعتبر من المواد الخطيرة أثناء الحمل. و بالإضافة إلى ذلك، فإن جميع الأدوية بدون استثناء، حتى تلك التي تباع بدون وصفة طبية، يجب أن يتم الحذر في تناولها أثناء الحمل. احصلي على موافقة طبيبك قبل أن تتناولي أي أدوية أو مكملات غذائية.

المباعدة بين الأحمال: تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين حالات الحمل التي يفصل بينها فترة أقل من ستة أشهر و بين زيادة خطر حدوث الولادة المبكرة. قومي باستشارة طبيبك حول المباعدة بين الاحمال.

الحذر في استخدام تقنيات المساعدة على الانجاب: إذا كنت تخططين لاستخدام تقنيات المساعدة على الانجاب للحصول على حمل، قومي بالاخذ بالحسبان أن زيادة عدد الاجنة التي سيتم زرعها يزيد من خطر حدوث الولادة المبكرة و المخاض السابق لأوانه، حيث أن الحمل المتعدد يملك مخاطر أعلى في حدوث المخاض قبل الأوان.











إذا قرر الطبيب أنك في خطر أعلى لحدوث الولادة المبكرة أو المخاض قبل الأوان، فإنه قد يوصي باتخاذ خطوات إضافية للحد من المخاطر الخاصة بك، على سبيل المثال:

تناول أدوية الوقاية من الولادة المبكرة: إذا كان لديك تاريخ من الولادات المبكرة، فإن الطبيب قد يقترح عليك أخذ جرعات اسبوعية من أحد أشكال هرمون البروجسترون يسمى هيدروكسي بروجستيرون كابروات (hydroxyprogesterone caproate) خلال الربع الثاني من مراحل الحمل. بالإضافة إلى ذلك، تظهر الدراسات الحديثة أن العلاج باستخدام هلام البروجسترون أثناء الثلث الثاني والثالث من مراحل الحمل قد يقلل من خطر حدوث الولادة المبكرة لدى النساء اللاتي يكون عنق الرحم لديهن قصيرا.

الحد من العلاقة الزوجية: إذا كان لديك تاريخ من الولادات المبكرة أو ظهرت لديك علامات أو أعراض الولادة المبكرة أو المخاض السابق لأوانه، فقد تحتاجين للحد من العلاقة الزوجية و أن تقومي بمراقبة انقباضات الرحم لديك بعدها.

الحد من بعض الانشطة: إذا كان لديك خطر حدوث الولادة المبكرة أو ظهرت لديك علامات أو أعراض الولادة المبكرة، فإن الطبيب قد يوصيك بتجنب رفع الأحمال الثقيلة أو قضاء الكثير من الوقت في الوقوف على قدميك. و في بعض الأحيان يكون منطقيا أن تقومي بالحد من نشاطاتك البدنية المعتادة الأخرى، مثل بعض التمارين الرياضية أو السفر.

السيطرة على الامراض المزمنة: بعض الحالات الصحية او الامراض المزمنة المعينة مثل مرض السكري و ارتفاع ضغط الدم تزيد من خطر حدوث الولادة المبكرة. ان الالتزام بنصائح و ارشادات علاج هذه الامراض و السيطرة عليها مثل اتباع ارشادات علاج مرض السكر مهم جدا خاصة إذا كان لديك مخاطر حدوث ولادة مبكرة. لذلك قومي بالتعاون مع طبيبك من أجل الحفاظ على أي حالات أو امراض صحية مزمنة تحت السيطرة.




إذا كان لديك تاريخ من الولادات المبكرة أو المخاض المبكر، فإنك تملكين خطر حدوث الولادة المبكرة في حالات الحمل المستقبلية. لذا اعملي و بالتعاون مع طبيبك أو طبيبتك على إدارة أي عوامل خطر حدوث الولادة المبكرة و الاستجابة السريعة لإشارات و أعراض الإنذار المبكر للمخاض السابق لأوانه.

التأقلم مع الولادة المبكرة




إذا كان لديك خطر حدوث الولادة المبكرة أو المخاض السابق لأوانه، فقد يرتابك بعض المخاوف و القلق حول الحمل. قد يكون هذا صحيحا بشكل خاص إذا كان لديك تاريخ من الولادات المبكرة أو المخاض السابق لأوانه. قد تصبحين مترددة في التفكير في المستقبل و يصبح لديك رغبة في البحث المستمر عن علامات و اعراض الولادة المبكرة إذا أصبحت حاملا. بالإضافة إلى ذلك، فإن مراجعاتك للطبيب قبل الولادة قد تجعلك في مزاج عصبي و ذلك خوفا من أنك ستسمعين أخبارا سيئة.




لسوء الحظ، يمكن للقلق أثناء الحمل أن يؤثر سلبا على صحتك و صحة جنينك. قومي باستشارة طبيبك عن الطرق الصحية للاسترخاء و الهدوء و الطمأنينة. حيث تشير بعض الدراسات إلى أن تقنيات معينة مثل تخيل الأشياء الجميلة أو الذكريات الجيدة أو الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يقلل من القلق و التوتر خلال فترة الحمل.











إذا تمت ولادة الطفل قبل الأوان الطبيعي، فإن ذلك لن يؤثر على تعافي جسمك و استرداده لطبيعته بعد الولادة. و مع ذلك، فإن ضغوط ما بعد الولادة يمكن أن تزداد بسبب الحالة الصحية لطفلك. حيث أنه في العادة يحتاج الأطفال المولودون مبكرا إلى رعاية طبية مكثفة بعد الولادة، الأمر الذي يتطلب في بعض الأحيان إقامة مطولة المستشفى. قد تصبحين أكثر قلقا بشأن آثار الولادة المبكرة المحتملة على المدى الطويل على صحة طفلك. و بصفتك أما لطفل مولود قبل أوانه، قد تشعرين أنك قد فعلت شيئا تسبب في الولادة المبكرة أو أنك كان يمكن أن تفعلي المزيد لمنع الولادة المبكرة من الحدوث. لذلك يجب أن تقومي بالتخلص من هذا الشعور بالذنب حول ولادة طفلك مبكرا من خلال التحدث عن ذلك من طبيبك و أطباء طفلك، و شريك حياتك و غيرهم من الأشخاص المقربين إليك. و يجب أن تقومي بتركيز كامل جهدك و طاقتك على رعاية طفلك و التعرف عليه.

Post a Comment

أحدث أقدم